المكان: واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية
الزمان:07 فبراير سنة2015
بعد أسبوعين من هذه الأحداث رنّ هاتف نيكولاس، فرد على المتصل قائلاً:
موشي مرحباً، هل من جديد؟؟
فرد "موشي" من الجهة الأخرى:
عمت مساء سيدي، نعم لقد حصل ما توقعناه، ورجل الكونغرس" جاك بليتر" وصلني خبر من صديق لـه في الكونغرس شـديـد الولاء لكيانـنا السامي بأن جاك كـلّم عضوين مهمين في الكونغرس، وبدأ يبدي اعتراضاً صريحاً على دعمنا المتواصل بأرقام كبيرة.
فسكت نيكولاس قليلاً ثم رد على موشي: حسناً انتقلوا إلى خطة التصفية.
فابتسم موشي ابتسامة ساديّة وقال: حسناً سيدي عُلم، وسينَفّذ، عمت مساء.
أنهى موشي المكالمة وسرعان ما أجرى مكالمة أخرى قائلاً:
إدواردو، كيف حالك يا صديقي؟
فأجاب إدواردو: الثعلب موشي، كيف حالك؟؟
موشي: أنا بخير ونحتاجك لمهمة نظيفة.
إدوارد: هذا رائع لأني فعلاً محتاج لبعض المال هذه الأيام.
موشي: حسناً، سأرسل لك المظروف وفيه المعلومات عن الهدف، عمت مساء.
إدوارد: عمت مساء صديقي.
في صبيحة يوم الأربعاء رنّ الهاتف الرئاسي بجمهورية "التشيك"، وكان المتصل الرئيس الأمريكي بنظيره التشيكي.
الرئيس الأمريكي: مرحباً، كيف حالك؟؟
"ميلوش زيمان": مرحباً نحن هنا بخير.
الرئيس الأمريكي: لقد بلغني أنكم وجدتم أدلة تدين الروس بتورط وحدة" 29155 "
في تفجيرات مصنع الأسلحة السنة الماضية.
"ميلوش زيمان": فعلاً هذا صحيح، وقد أصبحت روسيا في نزاع مع الاتحاد الأوروبي بأكمله..
الرئيس الأمريكي: إن وحدة" 29155" لهم خبرة عسكرية كبيرة؛ تدربوا على يد القوات
الخاصة الروسية وشاركوا في حرب الشيشان وغزو أوكرانيا في 2014، وهم
متمادون في هجماتهم، ويجب وضع حد لهم قبل أن يتفاقم الوضع أكثر.
"ميلوش زيمان": فعلاً هذا صحيح، ونحن من جهتنا فقد قررنا عقد اجتماع شامل لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة الوضع.
الرئيس الأمريكي: هذا جيد، وإني منتظر نتيجة الاجتماع.
"ميلوش زيمان": حسناً، إلى اللقاء.
الرئيس الأمريكي: إلى اللقاء.
المكان: الكرملين في روسيا الاتحادية
الزمان: الخميس الثاني من أبريل 2015
في غرفة مغلقة بالكرملين كان الرئيس الروسي يعقد اجتماعا مهما بين ثلاثة أعضاء قيادية "بوبوف نيكولاي" وزير الدفاع الروسي، و"إيفانوف فاليري" رئيس مكتب الاستخبارات الروسية و"أندريه تشوج" عضو مكتب "مياك" المتخصص في المسائل الأمنية الروسية.
بادرهم الرئيس بقوله: إن الأمور قد توترت بشدة بيننا وبين الأمريكيين من جهة، وبيننا وبين التشيكيين من جهة أخرى.
فقال "إيفانوف فاليري" رئيس مكتب الاستخبارات الروسية:
نعم سيدي الرئيس فقد أبلغنا عميلنا بأمريكا أنهم غاضبون جداً من طائراتنا
التي تجسست عليهم.
وأردف "بوبوف نيكولاي" وزير الدفاع الروسي: وأنا أيضا بلغني تقرير من التشيك بأنهم ينوون تصعيد الأمر لأن اكتشافهم أن تفجيرات مصنع أسلحتهم السنة الماضية قد قامت به الوحدة"29155"الروسية قد أزعجهم بشدة.
فتنحنح "أندريه تشوج" وقال: إذا سمحت لي سيدي الرئيس سأبدي رأيي؟؟
فقال له الرئيس: تفضل يا أندريه.
"أندريه تشوج": بصفتي متخصص في المسائل الأمنية الروسية، فأظن أن مشكلة التشيكيين نستطيع أن نراوغهم ونمتص غضبهم ونخبرهم في رد دبلوماسي أن الوحدة "29155" قد انشقّت عنّا وخرجت عن سيطرتنا وأصبحت تعمل كمرتزقة.
أما بالنسبة للأمريكيين فيجب أن ننكر ما حدث وأن الطائرات ليست طائراتنا.
الرئيس الروسي: أحسنت أندريه لقد نطقت الصواب، إذن بادروا إلى الإجراءات
الدبلوماسية بسرعة، وأخبروني بكلّ شيء أولاً بأول.
"أندريه تشوج": سأبقيك على اطلاع بكل جديد سيدي الرئيس.
الرئيس الروسي: هذا جيد، هل من شيء آخر؟
فقال "بوبوف نيكولاي" وزير الدفاع الروسي: نعم سيد الرئيس.
الرئيس الروسي: تفضل.
"بوبوف نيكولاي": إن بعض صفقات الأسلحة تعرف تسرباً.
الرئيس الروسي: وهل وجدتم من وراء ذلك؟
"بوبوف نيكولاي": لا زلنا نبحث ولكن الشكوك تدور حول أحد المقرّبين بالكرملين.
الرئيس الروسي: إذا ثبت عليه الجرم تصرّف معه.
"بوبوف نيكولاي": طبعاً سيدي الرئيس.
المكان: مدينة "أنتويرب البلجيكية"
الزمان أواخر شهر مارس 2015.
في الساعة الرابعة من مساء يوم سبت من شهر مارس2015وقفت سيارة أمام فيلا فاخرة بحي فاخر بمدينة "أنتويرب البلجيكية"، ونزل منها شخصان يرتديان بزّات سوداء وأحذية إيطالية أحدهما يحمل حقيبة سامسونايت، والآخر يحمل مظلّة سوداء، وقفوا أمام باب الفيلا وقبل دقّ الجرس فُتح الباب ودخلا، وسارا مسافة أمتار في أرض عشبية حتى وصلا إلى باب من خشب السندان فتحه خادم فليبيني ودعاهم للدخول فلمّا دخلوا وجدوا صالة واسعة في وسطها طاولة كبيرة التفّ حولها خمسة أشخاص انضمّوا إليهم، وبعد تبادل التحيّة قال أحدهم، ويبدو أنه الرئيس:
أنتم تعلمون أن منظمتنا تعمل على مستوى الكيانات الدولية، ولا أخفيكم علماً بأننا مشرفون على عمليتين دوليتين كبيرتين، وقبل أن أعطي الموافقة لأصحاب الشأن سنقوم بالتصويت كالعادة.
أولاً: العملية الأولى في "جيبوتي" بطلب من وسيط أمريكي، وهي تتلخص في التظاهر بالتجسس على مخابراتها وإلصاق التهمة بالصينيين، والعملية الثانية في "نيجريا" وتخريب بعض المنشآت والمشاريع الروسية هناك.
فسأل أحدهم: سيدي "خوان ريغالو"، هل لنا أن نعرف لماذا سنلصق التهمة بالصينيين؟!!
"خوان ريغالو": حتى نحبط اتفاقاً تنوي الصين بموجبه بناء قاعدة عسكرية بحرية صينية.
سأل أحد الأعضاء: وما سبب هذا العداء؟
"خوان ريغالو": تعلمون أن الولايات المتحدة الأمريكية لها في جيبوتي قاعدة عسكرية، وأصبح لها هيمنة كبرى هناك، وقد سمعت أن الصين تبادر لإنشاء قاعدة هي الأخرى لدعم القوات البحرية لجيش التحرير الصيني، وأمريكا لا تريد أي منافسة، خصوصاً من الصين التي تنامت عداوتها معهم مؤخراً، وبالنسبة للعملية في نيجيريا فسببها أنها تعاقب الروس لأنهم منذ شهرين أمسكوا بثلاثة رجال أعمال أمريكيين بينهم شخص قريب جداً من الرئيس الأمريكي، ولفقت لهم تهمة التجسس ولم ترضَ بأي مساومة، وحكمت عليهم بالمؤبد.
"خوان ريغالو": والآن سنقوم بالتصويت على الموافقة، فرفع الجميع أيديهم.
فابتسم "خوان ريغالو" وقال: بالتوفيق لنا جميعاً.
المكان: القصر الرئاسي في أنقرة
الزمان: الأربعاء الأول من شهر أبريل2015
في عشية يوم الأربعاء من أول أبريل من سنة 2015كان الرئيس التركي يعقد اجتماعاً مغلقاً بينه وبين أربعة أشخاص، من بينهم وزير الدفاع التركي، ورئيس الاستخبارات، وزير الخارجية، ومسؤول الأمن بالعلاقات الدولية، وابتدأ الرئيس التركي الاجتماع.
الرئيس التركي: كما تعلمون فإن الوضع في حلف الأطلسي قد ساء جداً.
رئيس الاستخبارات التركي: فعلاً، فموافقة كثير من الأعضاء فيما فرضته أمريكا من عقوبات علينا هو شيء فيه الكثير من التحامل لا نقبله أبداً.
الرئيس التركي: فعلاً يا "أركان" فقد تمادوا كثيراً.
مسؤول الأمن بالعلاقات الدولية: إن فرض أمريكا عقوبات على هيئة الصناعات الدفاعية التركية بموجب "قانون كاتسا" بسبب شراء تركيا منظومة مضادة للصواريخ من روسيا شيء كان وارداً من قبل، لكن العقوبات التي فرضتها لم يكـن من حق فرنسا ودول أخرى أن يساندوها بطريقة فيها الكثير من الاستفزاز، ونحن حلفاؤهم أيضا في حلف الأطلسي ومصالحنا مشتركة.
الرئيس التركي: فعلاً كانت وقاحة منهم؛ فقد كانت كـلّ مـن فرنسا وألمانيا متحاملتين علينا بشكل واضح مما جعلني أكلّم الحلف حول تعديل بنود "المادة السادسة"، لأنها ليست في صالحنا وفيها إجحاف كبير بحقّنا، وكنا نتجاوز عن هذه المادة لكن بعدما حصل ذلك كان يجب أن نضع النقاط على الحروف.
وزير الخارجية التركي: لقد كان قرارك صائباً سيدي الرئيس، ف"المادة السادسة" فيها إهدار كبير لحقنا في استعمال قـدرات الحلف، وإذا نشبت أي حرب بـيننا وبـين سوريا أو إيران أو العراق فإن الحلف لن يمدّ لنا يد العون.
الرئيس التركي: فعلاً، هذا صحيح، وقد رفضوا تعديلها مما جعلني أخبرهم بأنّه حان الوقت لإعادة النظر في استعمال الاتحاد الأوروبي لقدرات الحلف العسكرية ضمن السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة (AGSP)، خصوصاً أن بعض دول الاتحاد الأوروبي المنخرطة في الحلف قـد تراجعت عـن قرارها بشأن إشراكنا في مسألة التخطيط معهم في اتخاذ القرار واتخذت بعض القرارات بعيداً عن رأينا.
مسؤول الأمن بالعلاقات الدولية: فعلاً فـقد خالفوا بنود الاتفاق، ولم تشركنا بعض دول الاتحاد الأوروبي والتي تتواجد ضمن الحلف في قرارتها أكثر من مرة.
وزير الخارجية التركي: لقد كان لك كلّ الحقّ في فتح موضوع "الشراكة في القرار" سيدي الرئيس، كما أنّ جواب الرئيس الفرنسي كان وقحاً جداً.
الرئيس التركي: وهذا ما أغاظني جداً؛ فقد قال لي: إنك تسعى دائماً لهدم قرارات الحلف ولن تستطيع أن تقرر شيئاً لأن القرار ليس قرارك كما هو الشأن بالنسبة للدرع النووي، فقد حاولت مراراً الرجوع عن اتفاقك بشأن الرادارات التي وضعناها في "مالطيا" لكن الأمر ليس بيدك.
وزير الخارجية التركي: لقد كنّا دائماً نوافق على قرارات الناتو بكلّ أريحيّة، ووافقنا على إنشاء رادارات الدرع النووي في "مالطيا" رغم أنّ هذا جلب لنا الكثير من العراقيل، كما أنّ علاقاتنا مع إيران وروسيا توترت بشدة؛ لأن الدرع استفزّهم وخصوصاً إيران؛ حيث أصبح الدرع يحمي إسرائيل بالدرجة الأولى.
مسؤول الأمن بالعلاقات الدولية: لقد رأيت موقف دول الناتو فيه تحامل كبير علينا، ولذلك سيدي الرئيس يجب أن نرد على الحلف بشكل قوي.
الرئيس التركي: إن الدرع قد خلق لنا فعلاً أزمات كبرى، وأظن أنّه قد حان الوقت لتغيير قوانين اللعبة؛ فكما تعلمون أن إيران قد عقدت تعاوناً وشراكة بيننا إثر توحّد اتجاهاتنا بعد تسوية الخـلاف حول القضية السورية، وقد عرض عليّ الرئيس الإيراني مشاريع مشتركة تدعو للاهتمام، وأيضاً الرئيس الروسي قد لمّح لي أن الدرع في تركيا سبب لهم إزعاجاً كبيراً، وروسيا رغم خلافاتنا فهي تريد إنجاز مشاريع مشتركة معنا، كما أنّ اتفاق مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا يعتبر مشروعاً ضخماً ومهماً لنا.
وزير الخارجية التركي: وماذا قررتم سيادة الرئيس.
فكّر الرئيس التركي وقال: بعد هذه الأوضاع وما فعله أعضاء الناتو يجب أن نتخذ خطوة حاسمة.
المكان: مبنى مخابرات الموساد في تل أبيب
الزمان: الثلاثاء 10 مارس 2015
كان "إسحاق عاميت" يجرّب جهازاً جديداً للتنصت، وبينما هو منهمك سمع حواراً على درجة كبيرة من الأهمية يدور بين الرئيسين التركي والإيراني، فلما انتهى الحوار اتصل بسرعة مع قائده "رئيس قسم التنصت بجهاز الموساد" الذي ما إن سمع منه فحوى الحوار حتى انطلق بسرعة إلى رئيس الموساد، وما إن وصل حتى بادره قائلاً:
سيدي لقد استمعنا لحوار خطير دار بين الرئيسين التركي والإيراني يهدد أمن كياننا بقوة.
فقال له "رئيس الموساد" وقد التقت حواجبه بشدة: أتقول يا "أوري" أمن كياننا؟!!!
أوري: نعم سيدي.
رئيس جهاز الموساد: اجلس وأخبرني بكلّ التفاصيل.
أوري: لقد أبلغني من ساعة "إسحاق" المسؤول في قسم التنصّت بجهازنا أنه سمع حواراً مهما يدور بين الرئيسين التركي والإيراني، فلما أبلغني بفحواه طِرت إليك مسرعاً.
رئيس جهاز الموساد: حسناً أخبرني ماذا سمع؟
"رئيس قسم التنصّت بجهاز الموساد": لقد سمع الرئيس التركي يقول للرئيس الإيراني أنه عازم على إلغاء درع حـلف شمال الأطلسي، وتعـطيل نظام الرادارات الذي يحمي إسرائيل من هجمات إيران النووية.
فانتفض رئيس جهاز الموساد بقوة وقال له: حسناً انصرف الآن.
ثم سرعان ما أدار رقماً وقال: صِلني بالرئيس للضرورة القصوى .